استراتيجية الإسكالبينج وفرص الربح على المدى القصير
حسب Paul Reid

من بين العديد من استراتيجيات التداول شائعة الاستخدام، تتصدر استراتيجية الإسكالبينج اهتمام المتداولين باعتبارها أسلوبًا فريدًا ومثيرًا للاهتمام لتحقيق النتائج اليومية. اكتسبت استراتيجية الإسكالبينج، شعبية بين المتداولين الذين يفضلون الإيقاع السريع للتداول؛ حيث تعتمد الاستراتيجية بشكل أساسي على تحقيق أرباح سريعة خلال فترة زمنية قصيرة عبر الاستفادة من حركة الأسعار على المدى القصير. إذا كانت خطة تداولك تعتمد على النتائج اليومية بشكل كبير، فقد تكون استراتيجية الإسكالبينج هي بالضبط ما تبحث عنه.
سوف نوضح لك المبادئ الثلاثة الأساسية لاستراتيجية الإسكالبينج
تعتمد استراتيجية الإسكالبينج بشكل كبير على حركة تقلبات الأسعار "الصغيرة" خلال إطار زمني مكثف. كما تعتمد أيضا على تنفيذ حجم كبير من الصفقات في متتالية سريعة جدا بهدف تحقيق أرباح عبر الاستفادة من التأثير التراكمي لتحركات الأسعار الطفيفة.
استراتيجية الإسكالبينج لا تستند على نموذج واحد محدد بل هناك العديد من الاستراتيجيات والمبادئ. فيما يلي ثلاثة عوامل يجب وضعها في الاعتبار.
1 . الاحتفاظ بصفقات التداول لفترات قصيرة جدا
تتضمن استراتيجية الإسكالبينج الاحتفاظ بالصفقات لفترات قصيرة جدا، تتراوح غالبًا من ثوانٍ إلى دقائق. ويتناقض هذا النهج مع استراتيجيات الاستثمار التقليدية التي تؤكد على ضرورة الاحتفاظ بالأصول المالية لفترات أطول لاقتناص اتجاهات الأسعار المؤثرة.
2 . الأكثر تداولاً
يعتمد متداولو الإسكالبينج على فتح العديد من صفقات التداول خلال جلسة تداول واحدة. حيث يعد تكرار الصفقات سمة مميزة لاستراتيجية الإسكالبينج، خاصة أن متداولي الإسكالبينج يهدفون إلى جني الأرباح من خلال ارتفاع معدل دوران صفقات التداول.
3 . البحث عن هامش ربح ضئيل
الهدف الأساسي لاستراتيجية الإسكالبينج هو الحصول على هامش ربح صغير من كل صفقة تداول. بحيث يتم تجميع الأرباح الصغيرة والمكاسب الإضافية لتشكل لاحقًا الأرباح الإجمالية التي يستهدفها المتداولون.
الأساليب والتقنيات
تعتمد استراتيجية الإسكالبينج بشكل أساسي على أدوات ومؤشرات التحليل الفني لتحديد تحركات الأسعار واتجاهاتها على المدى القصير. وللوصول إلى قرارات تداول مستنيرة، يعتمد المتداولون على أدوات مهمة مثل المتوسطات المتحركة، ومؤشر القوة النسبية (RSI)، والماكد (MACD) (تباعد تقارب المتوسط المتحرك)، وتصحيحات فيبوناتشي. والآن سوف نوضح لك أدوات التداول القوية التي يعتمد عليها متداول الإسكالبينج وكيفية استخدامها.
إعداد مؤشر القوة النسبية (RSI)
بداية، يقوم المتداول بإعداد منصة التداول الخاصة به لعرض مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسم البياني الذي اختاره. يستخدم مؤشر القوة النسبية عادةً نموذج إعداد مكونًا من 14 فترة زمنية (يتراوح متوسط السعر على 14 جلسة تداول) كإعداد افتراضي، وهو أمر جيد للتداول على المدى القصير بشكل عام، لكن المتداول الذي يتبع استراتيجية الإسكالبينج قد يفضل 9 فترات كنوع من أنواع الدقة الشديدة؛ وهو بالطبع أكثر تأثيرا بالتغيرات التي تشهدها الأسعار وقتها.
يتراوح مؤشر القوة النسبية (RSI) من 0 إلى 100. تقليديًا، تعتبر قيمة مؤشر القوة النسبية (RSI) أعلى من 70 منطقة ذروة الشراء، مما يشير إلى أن اتجاه السعر الصعودي قد يكون بسبب تراجع السعر أو ارتداده. وفي المقابل، يعتبر وصول مؤشر القوة النسبية لمستوى أقل من 30 ذروة البيع، مما يشير إلى ارتداد محتمل أو حركة صعودية للسعر.
يقوم المتداول بمراقبة قيم مؤشر القوة النسبية (RSI) على الأصول المالية التي يختارها، لنفترض أنه يتداول في الفوركس. إذا تجاوز مؤشر القوة النسبية مستوى 70، فهذا يعني "ذروة الشراء"، وبالتالي سوف يعتبره المتداول إشارة محتملة للدخول في مركز بيع، متوقعًا انعكاسًا أو على الأقل تراجعًا عن حركته الصعودية الأخيرة.
بمجرد أن يفتح متداولو استراتيجية الإسكالبينج صفقة تداول بناءً على إشارة مؤشر القوة النسبية، فقد يحددون أيضًا هدف ربح ضئيلٍ، بحيث يكون هدفهم الرئيسي الحصول على هامش ربح بسيط. وبدلاً من ذلك، قد يضعون أمر إيقاف الخسارة أعلى بقليل من الارتفاع الأخير لحماية الصفقة في حالة استمرار السعر في الارتفاع عكس الصفقة.
إعداد مؤشر MACD
يُستخدم مؤشر MACD لتحديد التغيرات المحتملة في الاتجاه وتحولات زخم السعر، ويتألف من ثلاثة مكونات:
خط MACD: الفرق بين متوسطين متحركين
خط الإشارة: المتوسط المتحرك لخط MACD
الرسم البياني: الفرق بين خط MACD وخط الإشارة
الإعدادات الافتراضية هي في الغالب عبارة عن المتوسطات المتحركة الأسية لمدة 12 و 26 فترة لخط MACD، و EMA لمدة 9 فترات لخط الإشارة.
عندما يعبر خط MACD فوق خط الإشارة، فإنه يولد إشارة صعودية، مما يشير إلى الزخم الصعودي المحتمل. وفي المقابل، تعتبر إشارة هبوطية عندما يعبر خط MACD تحت خط الإشارة، مما يشير إلى الزخم الهبوطي المحتمل.
لنفترض أن متداول الإسكالبينج يراقب سهمًا معينًا. إذا عبر خط MACD فوق خط الإشارة وقام بتوليد إشارة صعودية فإن المتداول - الذي يبحث عن نقاط دخول وخروج سريعة - قد يفسر ذلك على أنه فرصة محتملة للدخول في صفقة شراء، متوقعًا حركة سعر تصاعدية قصيرة المدى.
استخدام مستويات تصحيح فيبوناتشي
قبل استخدام تصحيحات فيبوناتشي على منصة التداول، يجب على المتداول أولاً تحديد الاتجاه الحالي، ونقطتي التأرجح الرئيسيتين ضمن هذا الاتجاه واللتين تم استخدامها لرسم مستويات تصحيح فيبوناتشي: نقطة البداية (المنخفضة) ونقطة النهاية (المرتفعة).
المستويات الأكثر استخدامًا هي 23.6% (0.236)، 38.2% (0.382)، 50% (0.5)، 61.8% (0.618)، و 78.6% %(0.786). تشير هذه المستويات إلى مناطق الدعم المحتملة (في اتجاه صعودي) أو المقاومة (في اتجاه هبوطي) حيث قد ينعكس السعر أو يرتد لأعلى.
عندما يرتد السعر إلى أحد مستويات فيبوناتشي، فقد يمثل ذلك فرصة للدخول في صفقة تداول ضمن نمط الاتجاه السائد.
بالنسبة للمتداولين على المدى الطويل الذين يتبعون اتجاهًا صعوديًا، إذا تراجع السعر إلى مستوى فيبوناتشي 61.8٪ وأظهر علامات الارتداد، فقد يفكرون في الدخول في مركز شراء مع توقع أن يواصل السعر حركته الصعودية الشاملة. في حين أن استراتيجية الإسكالبينج تركز بشكل أساسي على تحركات الأسعار الصغيرة جدا، ما يعني أن فتح صفقة شراء عندما يلامس الارتداد مستوى 38.2٪ هو التصرف الأكثر شيوعًا.
ولأن استراتيجية الإسكالبينج تهدف إلى التقاط تحركات الصغيرة للأسعار، فقد يحدد المتداول هدف ربح قريب جدا بناءً على الارتداد المتوقع من مستوى فيبوناتشي. بإمكان المتداول أيضًا وضع أمر إيقاف الخسارة أسفل مستوى فيبوناتشي مباشرةً لإدارة المخاطر بشكل جيد.
يبحث المتداولون غالبًا عن نقاط التقاء مستويات فيبوناتشي والعوامل الفنية الأخرى، مثل خطوط الاتجاه أو المتوسطات المتحركة أو أنماط الشموع اليابانية، لزيادة موثوقية إشاراتهم. أنماط الرسم البياني مثل المثلثات والأعلام والرايات، جميعها تكمل أدوات التداول الموضحة أعلاه حيث تساعد متداولي الإسكالبينج في توقع تحركات الأسعار على المدى القصير.
التحديات والنقاط المهمة
تتطلب استراتيجية الإسكالبينج تنفيذًا سريعًا وسرعة بديهة، مما يستلزم توافر منصة تداول تتسم بالموثوقية التامة والسرعة الفائقة. وبالطبع، فإن أي تأخير في تنفيذ أمر التداول حتى ولو كان طفيفا جدا؛ يمكن أن يؤثر بشكل كبير على معدل أرباح المتداول.
ونظرًا لارتفاع وتيرة صفقات التداول، فإن تكاليف الصفقة مثل الاسبريد والعمولات يمكن أن تتراكم بسرعة وتتسبب في تآكل الأرباح.
أيضا، لا بد أن تضع في الاعتبار أن حدة التقلبات قد توفر فرصا للمضاربة، لكنها أيضًا تزيد من معدل خطر التحركات الفجائية للأسعار. وهو ما يعني ضرورة أن يكون متداولو الإسكالبينج مستعدين جيدًا لإدارة ظروف السوق غير المتوقعة. توفر Exness للمتداولين ميزة الحماية ضد الإغلاق الإجباري والتي ساعدت في التصدي لحوالي 30% من عمليات إيقاف الخسارة، كما يعمل الخادم الافتراضي الخاص لدينا على زيادة سرعة التنفيذ وموثوقيته، بالإضافة إلى الاسبريد التنافسي الذي نوفره للعملاء ومنصتنا المبتكرة التي تعد أكثر ملاءمة لمتداولي الإسكالبينج.
خلاصة القول
تحظى استراتيجية الإسكالبينج بقدر كبير من الاهتمام في عالم التداول، حيث تلبي احتياجات المتداولين الذين يفضلون اتخاذ قرارات تداول سريعة والحصول على نتائج فورية. كما تتميز استراتيجية الإسكالبينج بأنها توفر للمتداول فرصة لتحقيق أرباحٍ متسقة — وإن كانت صغيرة — ، لكنها في المقابل تكبد المتداول تكاليف الصفقات، بينما يتطلب في الوقت نفسه توافر خطة جيدة للدخول والخروج، بالإضافة إلى ضرورة التحكم في المشاعر والعواطف بشكل جيد. من خلال ردود الفعل وسرعة البديهة والتحكم الكامل والتركيز التام خلال جلسة التداول.
يتعين على المتداولين الذين يفكرون في استخدام استراتيجية الإسكالبينج أن يتعاملوا معها من خلال بحث شامل مع الالتزام التام بتطبيق استراتيجيات إدارة المخاطر وتنمية المهارات. وبشكل عام، تعتبر استراتيجية الإسكالبينج استراتيجية ديناميكية تتطلب مزيجًا من الخبرة الفنية وسرعة البديهة والفهم العميق لتعقيدات السوق.
هذه ليست نصيحة استثمارية. الأداء السابق ليس مؤشرًا على النتائج المستقبلية. رأس مالك في خطر؛ يُرجى التداول بمسؤولية.
الكاتب

Paul Reid
Paul Reid صحفي متخصص في القطاع المالي يكرس خبراته العملية في البحث عن الأسرار الخفية التي يمكن أن تمنح المتداولين مزايا فريدة. يركز Paul بشكل أساسي على سوق الأوراق المالية، لتحديد التحولات الرئيسية في الشركة معتمدًا على خبراته الكبيرة في أسواق المال والتي تمتد لأكثر من عقد من الزمن.